شجرة الدردار - سيلفيا بلاث | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعرة أمريكية حاصلة على جائزة البوليتزر للشعر بعد وفاتها عام 1982، انتحرت بعمر الثلاثين باستنشاق الغاز داخل الفرن حتى الموت (1932-1963)


2227 | 0 |



//إلى روث فينلايت//

إنها تقول: إنني أعرف القاع.
أعرفه من جذري النابت الكبير:
إنه ما تخافينه.
أنا لا أخافه. لقد كنتُ هناك.

أهو البحر الذي تسمعينه فيّ،
استياءاته؟
أم صوت اللاشيء، الذي كان جنونك؟

الحب ظِل.
كيف تضطجعين وتبكين بعده
اصغي: ها هي حوافره
لقد رحل، مثل حصان.

طوال الليل سأعدو سريعا هكذا، بتهور،
حتى يصبح رأسك حجرا،
وسادتك قليلا من الوحل،
تردد الصدى، تردد الصدى.

أم سآتيك بصوت السموم؟
هذا مطر الآن، هذا السكوت الكبير.
وهذه ثمرته: بيضاء بياض الصفيح،
كالزرنيخ.

لقد قاسيت فظاعة غروبات الشمس.
أحرقت حتى الجذر
خيوطي الحمراء تحترق وتنتصب،
حزمة أسلاك.

الآن أتحطم أشلاء تتطاير كالهراوات
ريح لعنف كهذا
لن تسمح بالوقوف متفرجا: عليّ أن أصرخ.

القمر أيضا لا رحمة فيه: سيجرّني
بقسوة، لكوني عاقرا.
إشعاعه يؤذيني.
أو ربما أنني أمسكته.

دعُه يذهب. دعه
يضمحل ويتسطح
كأنه خضع لجراحة خلقية.
كيف تتملكني كوابيسك وتهبني.

تسكنني صرخة.
ليلا تصطفق
باحثة بصناراتها عن شيء لتحبه.

يرعبني هذا الشيء المظلم
الذي ينام فيّ؛
طوال النهار
أشعر بتقلباته الريشية الناعمة، خبثه.

الغيوم تمر وتتفرق.
أهذه وجوه الحب،
تلك الأشياء الشاحبة التي يستحيل استعادتها؟
ألهكذا اشياء أُقلقُ قلبي؟

لستُ قادرة على مزيد من المعرفة.
ما هذا، هذا الوجه
المهلك جدا بقبضة أغصانه الخانقة-

أحماضها الأفعوانية تهسهس.
إنها تحيل الإرادة حجرا.
هذه هي العيوب المنعزلة البطيئة
التي تقتل، التي تقتل، التي تقتل.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ عادل صالح الزبيدي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   

إلى "روث فينلايت*"
...

...

"أعرف القاع" تقول
أعرفه بجِذري الهائل المدبّب،
إنه ما تخافينَه.
أنا لا أخافه؛ قد كنتُ هناك.

أهو البحرُ ما تسمعينه بداخلي،
تذمُّره؟
أم صوتُ اللاشيء، النابع من جنونك؟

الحبُ شبح،
كيف تستلقين وتبكين بعد انتهائه
استمعي
ها هو صوت حوافره
لقد انطلق راحلاً مثل حصان

لذلك سأظل أعدو -باندفاعٍ- طوال الليل،
إلى أن يصيرَ رأسُكِ بذرةً،
ووسادتُكِ مَرجًا أخضرَ
يتردّدُ به الصدى، يتردّدُ به الصدى.

أم يتعيّن عليَّ أن أجلبَ نذيرَ السُّموم؟!
السكون العظيم، إنه مطرٌ الآن.
وها هي ثمرته، بيضاءُ قصديريّة، مثل الزرنيخ.
...

...

لقد عانيتُ من وحشية الغروب المتتالي للشمس
يبستُ وصولاً إلى جِذري
شعيراتي الحمراءُ تحترق، وتنتصب، كحزمةٍ من الأسلاك

والآن أتكسّرُ إلى قطعٍ -كالعِصيّ- تتطاير في الأرجاء
رياحٌ بهذا العنف
لن يرضيها وقوفي مكتوفةَ الأيدي؛
لا بدّ أن أصرخ.
...

...

القمر أيضًا،
عديمة الرحمة*
تسحبني بقسوة، كوني قد أصبحت يابسة.
إشعاعها يؤذيني،
أو لعلّي أنا من قيّدتُها.

أُطلق سراحها،
أحرّرها متضائلةً ومنطفئةً
كمَن خضعتْ لعمليةٍ جراحيةٍ كُلّيّة.
لَكَم تستحوذين علىّ بأحلامك السيئة وتَمُنّينَ علىّ*

....

....

أنا مسكونةٌ بآهةٍ
تصفّق بأجنحتها في الليل
تبحث -بخُطّافها- عن شيءٍ لتحبَّه..

أنا مرتعبةٌ من هذا الشيء القاتم
الذي يرقد بداخلي
طوال الليل أحسّ بتقلباته الناعمة المُزغِبة،
وبطبيعته السرطانية.

الغيوم تعبر وتختفي.
أهذه وجوهُ الحب،
هذه الوجوه الشاحبة، العصيّة على الاستعادة؟

أمِن أَجلِ هذا أُتعِب قلبي؟!
...

...

ليس بمقدروي أن أحوزَ معرفةً أكبر...
ما هذا، هذا الوجه القاتل بقبضته الخانقة على الأغصان؟!
أفاعيه القارصة تفحّ:
إنها تحيلُ الرغبةَ إلى حجر..
هذه هي المثالب الباطنية المتروّية
التي تتسبب في قتلي،
تتسبب في قتلي
تتسبب في قتلي
...

(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ نورا عثمان)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ( 0)   


Elm


I know the bottom, she says. I know it with my great tap root;
It is what you fear.
I do not fear it: I have been there.

Is it the sea you hear in me,
Its dissatisfactions?
Or the voice of nothing, that was you madness?

Love is a shadow.
How you lie and cry after it.
Listen: these are its hooves: it has gone off, like a horse.

All night I shall gallup thus, impetuously,
Till your head is a stone, your pillow a little turf,
Echoing, echoing.

Or shall I bring you the sound of poisons?
This is rain now, the big hush.
And this is the fruit of it: tin white, like arsenic.

I have suffered the atrocity of sunsets.
Scorched to the root
My red filaments burn and stand,a hand of wires.

Now I break up in pieces that fly about like clubs.
A wind of such violence
Will tolerate no bystanding: I must shriek.

The moon, also, is merciless: she would drag me
Cruelly, being barren.
Her radiance scathes me. Or perhaps I have caught her.

I let her go. I let her go
Diminished and flat, as after radical surgery.
How your bad dreams possess and endow me.

I am inhabited by a cry.
Nightly it flaps out
Looking, with its hooks, for something to love.

I am terrified by this dark thing
That sleeps in me;
All day I feel its soft, feathery turnings, its malignity.

Clouds pass and disperse.
Are those the faces of love, those pale irretrievables?
Is it for such I agitate my heart?

I am incapable of more knowledge.
What is this, this face
So murderous in its strangle of branches?–

Its snaky acids kiss.
It petrifies the will. These are the isolate, slow faults
That kill, that kill, that kill.





دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: