البيت الأزرق - توماس ترانسترومر | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر سويدي حاصل على جائزة نيوستات للأدب عام 1990 وجائزة الإكليل الذهبي عام 2003 وعلى جائزة نوبل للآداب عام 2011 (1931-2015)


1443 | 0 |




إنه ليلٌ مع أشعة شمس ساطعة. وقفتُ في
الغابة، ونظرتُ إلى بيتي ذي الجدران
الزرقاء التي بدت ضبابية. كما لو كنتُ
ميّتاً منذ وقتٍ قريب ورأيتُ البيتَ من
زاويةٍ جديدة.
لقد صمد لما يزيد عن ثمانين صيفاً.
جدرانه الخشبية مخضّبة أربعَ مراتٍ
بالفرح وثلاثاً بالحزن. عندما يموت أحدٌ
ما عاش في البيت يتمُّ إعادة طلائه. الشخص
الميت بنفسه يطليه، من دون فرشاة، من
الداخل.
على الجانب الآخر أرضٌ مفتوحة. سابقاً
حديقة، الآن بريّة. ما زالت مسحةٌ من
العشب، هياكل بوذية من العشب، جسد نصوص
مشرّعة، «أوبانيشاد» من الأعشاب،
أسطول «فايكنغ» من الأعشاب، رؤوس
تنانين، رماح، إمبراطورية من العشب.
فوق العشب البرّي للحديقة المفرط
بالنموّ رفرفَ ظلُّ «بومرانج»، تم قذفه
مرة تلو أخرى، إنها تعود لشخصٍ ما عاش في
المنزل لمدة طويلة قبل زمني. على الأغلب
طفل. تصرفات طائشة بدرت منه، فكرة، عزيمة:
«خلقت.. رسمت ..» في سبيل تهريب مصيره
بالوقت.
البيتُ يشبه رسمةَ طفل، طفولة منتدبة
نمت قدماً لأن أحدهم أسقط عنها قبل
الأوان تهمة أن تعيش طفلاً. أفتحُ
الأبوابَ، أعبر! في الداخل سكينةٌ مضطربة
في السقف وسلامٌ في الجدران. فوق السرير
عُلّقت هناك لوحةٌ لهاوٍ تمثّل سفينةً مع
سبعة عشر شراعاً، بحرٌ هائجٌ ورياح لا
يمكن أن يكبحها الإطارُ المذهّب.
دائماً الوقتُ مبكرٌ جداً هنا، إنه قبل
تقاطعات الطرق، قبل تلك الخيارات غير
القابلة للتراجع. أنا ممتنّ لهذه الحياة!
وإلى حدٍّ ما أفتقدُ البدائل، كل تلك
الإسكتشات التي ترغب أن تكون حقيقية.
بعيداً في الخارج «ماتورٌ» في الماء
يمدّد الأفق بليلِ الصيف. الفرح والحزن
كلاهما متضخّمان بعدسة مكبّرة لقطرة ندى.
نحن فعلياً لا نعرف ذلك، لكننا نشعر به:
حياتنا لديها سفينة شقيقة تمخر في مسار
مختلف تماماً، بينما الشمس حارقةٌ وراء
الجُزر.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ رأفت خليل)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: