أستطيع أن أراك - راؤول سوريتا | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر تشيلي، حاز جائزة بابلو نيرودا للشعر وجائزة القومية للأدب التشيلي (1950-)


1469 | 0 |




وآنَ تنظرينَ إليَّ، عمياءَ وتنظرينَ إليَّ، وعمياءَ كالسّماءِ برمّتها ناظرةً إليّ، وتنظرينَ إلى بلدٍ من صحارى فترينني.
***

ولن نموتَ. ولن نموتَ ثانيةً لأنّكِ، وكمن تفتحُ نفسها على حلمٍ، نظرتِ إلى بقايايَ فرأيتِ وطنًا مُخلّعًا في الأرخبيلاتِ وبقايا جسدينا في الأسفلِ كأرخبيلاتٍ. ولن نموتَ ثانيةً والقنواتُ التي تنفتحُ في الأرخبيلاتِ ستُريكِ السمواتِ والسّمواتُ جرداءُ لا نجومَ فيها والبحرُ أجردُ، لن تُفقأَ عيناكِ ثانيةً كجُزرٍ مخلّعةٍ تسقطُ في المياهِ. بلى، لأننا لن نموتَ ثانيةً وهذي الكلماتُ ستعيشُ أكثرَ من عزلتنا، أو زماننا، أو أحلامنا العاصفةِ.
***

ثم نُقبّل بؤبؤي بعضنا الفارغينِ ونبكي. لأنّ ممرًّا في العزلةِ قد فُتِحَ وعيوننا الفارغةُ تلتصقُ بالسماءِ، فلمستُ سمواتكِ وسَمواتي في عيوننا ثمّ، وفي وطنِ البراكينِ والصحارى، وطنِ الشواطئِ وحقولِ الجليدِ، وطنِ البحيراتِ والمحيطاتِ، رأينا جسدينا يتحرّكانِ في الأمواجِ ثمّ كانا السّهولَ مرّةً أخرى.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.