جنة العريف - خوان رامون خيمينيث | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر اسباني حاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1956 (1881-1958)


1473 | 0 |




//إلى إيسابل غارثيا لوركا جنية جنة العريف//

كفى.
كل الأشياء مفتوحة
والكل حضور
لا نساء
لا أطفال،
ولا رجال
بل دموع
من كان يستطيع
تحمل غزارة دموعها
التي كانت ترتعش،
تجري مرتمية
إلى الماء؟
تحت الدفلى البيضاء
الماء يحكي ويغني.
تحت الدفلى الوردية
الماء يبكي ويغني
الرياحين المزهرة
فوق الأمواه المحزونة.
يا لجنون غناء ونحيب
الأرواح تحكي وتبكي
الماء يتوجع،
كما اللهب، بين
الجدران الأربعة
الأرواح تحكي وتبكي
الدموع المنسية،
الماء يغني ويبكي
الأرواح الحبيسة
هم يقتلونها،
الآن، هناك
هم يحملونها!
- عارية رؤوها –
أسرعوا، أسرعوا
فهاهم يهربون!
- الروح تود الانعتاق،
التبدل في يد الماء
المضي إلى كل مكان،
بكلمة طليقة،
تود التحول
إلى دمعة محزونة
في الأمواه، مع الأرواح... –
تصعد الدرج!
لا، تهبط الأدراج!
يا لبلبلة الأرواح،
الماء، الدموع الرهيبة!
يا للتراكم الشاحب
للهروبات الباهتة.
كيف أعرف ما تريد؟
أين أقبل؟
كيف أرى روحا، أرواحا
دموعا مرتعشة
في الماء؟
يصعب فصلها،
دعوها تفر، دعوها! –
أتراها راحت
تستنشق عبير المغنوليا،
تطل عبر الأسيجة،
تتخفى في السروة
تحادث النبع الأسفل؟
صمت، ما عادت تبكي!
استمعوا، ما عادت تحكي!
نام الماء والآن يحلم،
إنها تجفف له دموعه.
إن الأرواح التي كانت لها
ما كانت دموعا، بل أجنحة،
طفلة وديعة في حديقتها،
امرأة ووردة قرمزية
طفلا ينظر إلى العالم
رجلاً وقرينته..
كانت تغني وتضحك
تغني وتبكي،
باحمرار شمس غاربة
في أكثر الدموع ارتفاعاً،
في أكثر النداءات ارتفاعاً،
في تطواف روح دامية!
يا للماء السماوي، الأبيض
الساقط، المنتشر، المحطى!
يا للانعتاق
الذي يرفع به
على الذراع!
يحدث أحلامه
التي تفلت من همومه
بشوق
يبدو كأنه يستسلم
وهو يمنح يده للروح
بينما نجمة ذلك الوقت
تخدعه.
ولكنه يعود مرة ثانية
من جانب محنته،
يأخذ وجهه بين يديه
لا يريد أحدا
لا يريد شيئاً،
ويصرخ ليموت
يهرب فاقد الأمل.
تحكي الامواه
وتبكي.
تبكي الأرواح
وتغني.
يا لحزن الإتيان
والحمل.
يا للوصول
إلى الركن الأخير
بتكرار غيبوبي
يا لضرب الرأس
بالجدران الأخيرة!
... الروح تضيع في الماء،
والجسد يهبط بلا روح،
الجسد يرحل دون بكاء،
تتركه مع الماء،
يبكي، يحكي، يغني
- مع أرواح، مع دموع
متاهة الألم –
بين الدفلى البيضاء
بين الدفلى الوردية
للمساء الأغبر والفضي،
مع الريحان الذي صار أسود
تحت الينابيع المغلقة -.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ رفعت عطفة)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: