البحر - راؤول سوريتا | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر تشيلي، حاز جائزة بابلو نيرودا للشعر وجائزة القومية للأدب التشيلي (1950-)


1021 | 0 |




سمواتٌ هائلةٌ، أيامٌ، وأحلامٌ تغرقُ في الدواماتِ الفضيّةِ للأمواجِ، سمعتُ أفواهَ السمكِ الفضيةَ تلتهمُ وداعاتٍ غير منتهيةٍ. سمعتُ سهولَ حُبٍّ فسيحةً تقولُ كفى. ملائكةً، ونوتاتِ حُبٍّ موسيقيةً تقول كفى.
***

ها البحرُ، تقولُ، قبورُ السّمكِ آكلةُ اللحومِ. وها الجسدُ الذي بلونِ اللّوزِ والبحرُ. البحرُ ينتحبُ. وفيفيانا تنتحبُ.
***

ثمةَ سمواتٌ لا نهائيّةٌ من أشجارِ لوزٍ، من نجومٍ، كثمارٍ تقولُ وتسقطُ. طعومٌ مدهشةٌ تسقطُ منَ السماءِ كالنجومِ، كالثمارِ التي تسقطُ على العشبِ. وثمّةَ أكوانٌ أبديّةٌ في مَعِدِ الأسماكِ، النجومِ، وبساتينِ اللوزِ. تسمعُ فيفيانا بساتينَ هائلةً من أشجارِ لوزٍ بحُمرةِ الدمِ تسقطُ في البحرِ. أيامُ صَحْوٍ لا نهائيّةٌ تمطرُ على الزّبدِ الأحمرِ للبحر.
***

حقولٌ محروثةٌ، وأراضٍ مقدّسةٌ تمطرُ من السماءِ بظهورٍ مكسورةٍ، قِطَعٍ من أعناق لم تكُن هناكَ بعدُ، غيومٍ فجائيّةٍ من ربيعٍ يدومُ. رُمُوا. ثم أَمطروا. حصائدُ رجالٍ مذهلةٌ سقطت كطعامٍ للأسماكِ في البحر. وفيفيانا تسمعُ الأراضي المقدسةَ تمطرُ، تسمعُ ابنها يسقطُ كغيمةٍ على الصليبِ الصّحْوِ للمحيطِ الهادئ.
***

سمواتٌ لا نهائيّةٌ تسقطُ، سمواتٌ لا نهائيّةٌ من سيقان مكسورةٍ، من أذرعٍ طُويت على الأعناقِ، من رؤوسٍ لُويت على الظهور. السمواتُ تنتحبُ ساقطةً في وضعيّاتٍ مكسورةٍ، في غيومٍ من ظهورٍ مكسورةٍ وسمواتٍ مكسورةٍ. إنها تسقطُ، إنها تغنّي.
**

البحرُ مقدّسٌ، ومقدّسةٌ هي السهولُ الفسيحةُ التي من ثمارٍ آدميّةٍ تسقطُ، والأسماكُ مقدّسةٌ. سمعتُ أيامًا لا نهائيّةً تسقطُ، أجسادًا سقطت مع سمواتٍ، بحقولٍ لُمحَتْ بينها، بأشجارٍ كجوقةِ صُلبانٍ غنّت في مياهِ أغنيةٍ تمّ غناؤها.
***

أنصتي إلى أغنيةِ الأسماكِ الصاعدةِ حتى السماءِ. محترقًا، محيطُ تشيلي المقدّسُ يحترقُ. ألسنةُ لهيبٍ كبخورٍ مخضّبٍ بالدمِ والوردِ حقولُ المحيطِ الهادئِ المحترقةُ.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: