أربعون فدّاناً - ديريك والكوت | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر من سانت لوسيا حاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1992 وجائزة ت س إليوت للشعر عام 2010 (1930-2017)


1618 | 0 |




(هذه ترجمة لقصيدة ديريك والكوت عن أوباما)

من الفوضى العارمة
ينبثقُ رمزٌ واحد
نقشُ فتىً زنجيّ عند الفجر
بقبّعةٍ من قش
وبدلةِ عامل
ذلك رمزُ نبوءةٍ مستحيلة:
حشدٌ ينشطرُ نصفين كأخدودٍ يحرثهُ بغل
مفترقاً من أجل رئيسه:
حقلٌ من قطنٍ يبقّعهُ الثلج
عرضهُ أربعون فدّاناً،
وغربان لا يأبهُ لنُذُرِها الحارثُ الفتى
دون أن ينسى أبداً
أسلافهُ المتوجين بشعرٍ قطنيّ
بينما تعقد على غصن
هيئةُ البوم، مرتدية نظاراتها،
جلسة محكمةٍ تحتدم
وفي الطرف المتراجع للحقل
ثمة فزّاعة تومئ
وتضرب بأقدامها الأرض مهتاجة
الحرْثُ الصغير
يتواصل على صفحة الحقل
بخطوطه المستقيمة
إلى ما وراء الأرض التي تئنّ
والشجرة المنتصبة للإعدام
وثأر الإعصار الأسود
وما يستجدّ يحسّ به الفتى الحارث
في أعصابه،و قلبه
في عضلهِ، وأوتار جسده
حتّى تنفتح الأرض كعَلَمٍ
حينَ يخطط ضوءُ الفجر الحقلَ واثقاً
وتنتظر الأخاديد ما يبذرهُ الزارع






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ عبد الكريم كاصد)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   

خارج الاضطرابات العظمى
هنا ينبثق رمزٌ،
يحفر عند الفجر
صورة زنجيّ شاب
يعتمرُ قبّعةً من القش
ويلبس مئزرَ عمّال.

هو شعارُ النبوءة المستحيلة،
بينما الحشود
يتشتتون مثل أخدودٍ حرثه بغلٌ،
ثم يشقّون من أجل رئيسهم:
حقلاً من القطن
المنقّط ببقع الثلج.

على مساحة أربعين فداناً،
تقف غِربانٌ
حمل تكهناتٍ ونبوءات
لكن الشابّ الحارث
يتجاهلها
من أجل أسلافه ذوي الشعر القطنيّ
أولئك الذين لا يُنسَوْن،
بينما فوق غصن شجرة،
نُصبت محكمةٌ متشنّجة
من بومٍ يضع نظاراتٍ طبية،
فيما عند حواف الحقل المتقهقرة
تنتصبُ فزّاعة عصافيرَ تومئ برأسها
وتُنذِره بالثورة.

الحارثُ الصغير ماضٍ في صفحته المُسَطَّرة
في ما وراء أرض العويل
والحَزَن،
في ما وراء شجرة الإعدام،
وانتقام الإعصار الأسود،
والحارثُ الصغير
يشعرُ بدماء التحوّل
في عروقه وأوردته،
في قلبه، وفي عضلاته، وفي أوتاره،
إلى أن تتمدّدَ الأرضُ على اتساعها
مثل علمٍ يرفرفُ
عندما يغمرُ ضوء الفجر الواثقُ الحقلَ
بينما الأخاديد
تنتظرُ
من يزرعها

المصدر: فاطمة ناعوت - أبناء الشمس الخامسة
(قصائد مترجمة عن الإنجليزية)
الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة - 2010


(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ فاطمة ناعوت)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ( 0)   
Forty Acres


Out of the turmoil emerges one emblem, an engraving—
a young Negro at dawn in straw hat and overalls,
an emblem of impossible prophecy: a crowd
dividing like the furrow which a mule has plowed,
parting for their president; a field of snow-flecked cotton
forty acres wide, of crows with predictable omens
that the young plowman ignores for his unforgotten
cotton-haired ancestors, while lined on one branch are a tense
court of bespectacled owls and, on the field’s receding rim
is a gesticulating scarecrow stamping with rage at him
while the small plow continues on this lined page
beyond the moaning ground, the lynching tree, the tornado’s black vengeance,
and the young plowman feels the change in his veins, heart, muscles, tendons,
till the field lies open like a flag as dawn’s sure
light streaks the field and furrows wait for the sower.




الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.