إحصائيات تقييم ترجمة ' اسكندر حبش ' لقصيدة ' منزل أبيض، سرّاعة سوداء ' لـ ' فرناندو بيسوا '
عدد التقييمات: 0; |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
قيم ترجمة ' اسكندر حبش ' لقصيدة ' منزل أبيض، سرّاعة سوداء ' لـ ' فرناندو بيسوا '
منزل أبيض، سرّاعة سوداء 0
مشاركة القصيدة
(من قصائد ألفارو دي كامبوس)
أتبختر في مقعدي الوثير، تأخر الوقت، نفذ الصيف
خدَرٌ يجتاح دماغي، لا أحلم ولا أفكر...
خدري في هذه الساعة لا يعرف أي غدٍ...
البارحة كان حُلُما حَلُم به واحد من أجلي...
جانب كامل من وعيي كان جامدا...
مصراعا النافذة بقيتا مغلقتين في ما بعد الظهيرة هذه
برغم أن النافذة كبيرة ومفتوحة...
أُسرّبُ بخفاء فوضى أحاسيسي،
والذي يُبقي شخصيتي في مكانها يظل ما بين جسدي وروحي...
كم سيبدو جيدا لو أن
هناك حالة ثالثة للروح، فيما لو أن لها حالتين...
حالة رابعة للروح، لو كان لها حقا حالة ثالثة...
استحالة كلّ ما أنجح في حلمه
يضايقني في ما وراء وعيي بالأحاسيس...
تلاحق السرّاعات
رحلتها في أيام خفيّة لا أعرفها،
والطريق الذي عليها أن تتبعه، مكتوب في الإيقاعات
الإيقاعات التائهة لأغاني البَحّار المتخيل الميتة...
أشجار خماسية ثابتة، مرئية من النافذة،
أشجار غريبة بشكل يتخطى وعيي في رؤيتها،
أشجار متشابهة كلها وهي ليست سواي، أنا الذي يراها
لا أستطيع شيئا كي تكون هناك أشجار لا تؤذيني...
لا أستطيع أن أتعايش، في الجانب الآخر، مع نفسي أنا الذي
أنظر إليكم من هذا الجانب...
وهل أستطيع أخيرا أن أنهض من على هذا المقعد تاركا أحلامي على الأرض؟...
أي أحلام؟... لا أعرف إن كنت حلمت... أي سرّاعات انطلقت؟ وإلى أين؟
للحظة، تركت نفسي أرحل في هذا الانطباع، لأن في اللوحة التي أمامي
ترحل السراعات ـ لا ليست سراعات، بل مراكب، لأن السراعات موجودة داخلي،
اللامحدد الذي يهدهدني أفضله دائما على اليقين الكافي،
لأن ما يكفي ينتهي دوما عند حدوده؛ وما ينتهي لا يكفي مطلقا،
ولا شيء يشبه ذلك عليه أن يكون معنى الحياة...
لا أثر للفكر في مادة الروح التي أفكر عبرها...
لا شيء سوى نوافذ كبيرة مفتوحة، والمصراعان مغلقان بسبب الحرارة التي لم تعد،
والحديقة مليئة بالنور، والظلمة التي تحل الآن، وأنا.
على زجاج النافذة المفتوحة، مقابل زاوية المنزل التي يلتقطها نظري،
المنزل الأبيض، البعيد، حيث ينتصب... أغلق نظرتي...
وعيناي الموضوعتان على المنزل الأبيض الذي لا أراه
هما عينان أخريان تريان، السراعة وهي تبتعد، لكن من دون أن أصوبهما نحوها،
وأنا، البليد، الثابت، الخامل
يهدهدني البحر وأتألم.
لا تذهب، السراعة الحاضرة في ذهني، نحو القصور البعيدة
لا تحوي على سلالم كي نرميها فوق المحيط المنيع
لا تقترب من حدائق الجُزُر الإعجازية الساحرة.
كل ما ألتقطه من مينائي يفقد معناه،
ويغور البحر في عينيّ ما إن يزول هذا الميناء...
أحلّ الليل أم لم يحلّ، لا فرق إن لم يكن الشمعدان
مضاء بعد في المنازل التي لا أراها على التلّة.
ولا فرق أينما كنت!
أصوات المستنقع، الظل الرطب، في الليلة الليلاء
نقيق الضفادع، الذي لا ينتهي،
في الــوادي، لأن كــل شيء أصبح وادٍ، هنا حيث يؤلمني كل شيء.
أعجوبة الظهور أمام مجانين سيدة الكآبة
جمال الطعنة حيث الفولاذ يسود قبل كل جريمة،
العينان مغمضتان، الرأس محني باتجاه العمود القدري
والعالم وراء الزجاج، منظر بدون ردم...
المنزل الأبيض السراعة السوداء...
سعادة في أستراليا...