اليد القذرة - كارلوس دروموند دي آندراده | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر برازيلي (1902-1987). تم ترشيحه لجائزة نوبل للآداب مرتين في الفترة ما بين (1967-1969)


1112 | 0 |





//بالاشتراك مع عبد القادر الجنابي//
يدي قذرة
ينبغي لي قطعها
لا فائدة من غسلها
آسنٌ هو الماء.
الصابون رديء
ولن يفيدني.
اليد قذرةٌ
إنها قذرة منذ زمن طويل.

في البدء
كانت مخفيّة في جيب البنطلون
ترى من كان سيعلم بها؟
كان الناس يومئون إليّ
من بعيد.
تحمّلت، صابرا.
كانت اليد المخفيّة تنشر في الجسد
أثرها الداهم.
بحيث تيقـّنت
أن القرف هو ذاته
سواء أظهرتها أو أخفيتها.

آه كم من ليلة
غسلت فيها هذه اليد القذرة
وأنا في البيت
فركتها، نظفتها بالفرشاة
كان بودي أن أحيلها
لؤلؤة أو بلورا
أو حتى مجرد يد بيضاء
وفي آخر الأمر، يد إنسان نظيفة
يمكننا أن نأخذها
أن نلثمها
أو نشد عليها
في إحدى تلك المناسبات
التي يعترف فيها كائنان
دون أن ينبسا بكلمة واحدة...
اليد الجرباء ها هي تفتح
أصابعها القذرة.

وإذا هي وسخ رذيل
ليس وسخ التراب
أو الهباب
أو قشف الندوب
ولا العرقِ المتكلس
على بدلة العمل.
لقد كان وسخا محزنا
مجبولا من الداء
والاشمئزاز المميت
في جلدة كريهة.
ليس بوسخ أسود
- فكم نقي هو الأسود
- فوق شيء ذي بياض.
- لقد كان وسخا أسمر:
- كستنائي، خاثر، محرشف.

لا فائدة من الاحتفاظ
بهذه اليد القذرة المشينة
المنبسطة على الطاولة
أسرعوا بقطعها،
قطـّعوها إلى وِصَلٍ
ثم ارموا بها في البحر.
مع الزمن والأمل
وآلياتهما،
لعلّ يدا أخرى
نقيّة – شفافـّـة -
تأتي فتلتصق بذراعي.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ سركون بولص)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: