شيءٌ ما حول موت الرائد صغبيني - خايمي سابينيس | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

خايمي سابينيس أو خايمي صغبيني، شاعر مكسيكي عدّه أكتافيو باث واحدًا من أفضل شعراء اللغة الإسبانيّة (1926-1999)


1018 | 0 |



(مقاطع من القصيدة)

I
دعني أستريح،
وأرخي عضلات قلبي
وأن أنوّم الروح كي تتحدَّث،
كي تتذكَّر هذه الأيام،
الأطول من الزمن.

بالكاد تنقّهنا من المتاعب
ونحن ضعفاء، مفزوعون،
نستيقظ مرتين أو ثلاث من حلمنا القصير
كي أراكَ في الليل وأعرف أنك تتنفس.
نحتاج للنهوض كي نكون متيقظين
في هذه الكوابيس الملأى بالناس والإزعاج.

أنت الجذع المنيع ونحن الأغصان،
ولهذا فهذه الضربة تهزُّنا.
أبداً أمام موتك لم نتوقَّف لنفكِّر في الموت،
ولم نرك مطلقاً إلا كقوَّة أو سعادة.
لسنا متأكدين، لكن يصل فجأةً تحذيرٌ متواصلٌ،
سيفٌ فارُّ من فم الرب
يسقط ويسقط ببطءٍ.
ولا بدَّ أن نرتجف هنا من الخوف،
أن يُغرقنا البكاء الذي يحتوينا
وأن يشدَّ الخوف على حلوقنا.
بدأنا بالسير ولم نتوقف أبداً،
بعد منتصف الليل،
في ممرِّ المشفى الصامت
حيث ممرِّضةٌ ملائكيَّةٌ مستيقظةٌ.
انتظار موتك كان أن نموت ببطءٍ،
أن تتقطَّر من أنبوب الموت
أن تموت قليلاً، كحطام.

لم يكن هناك ساعةٌ أطول من تلك التي لم تنم فيها،
ولا نفقاً أكثرَ رعباً وأسى من الذين يرثوك،
وجسدك المسكين المجروح.

II
من البحر، من البحر أيضاً،
من قماش البحر الذي يلفُّنا،
من ضربات البحر ومن فمه،
من عذريته المظلمة،
من قيئه،
من نقائه الكئيب والعميق،
يأتي الموت، الرب، والمطر
تضرب الستائر والليل والرياح.

من الأرض أيضاً،
من جذور البيت الحادَّة،
من قدم الأشجار العارية الدامية،
من بعض الصخور القديمة التي لا يمكنها الحراك،
من البرك الراثية، توابيت الماء،
من الجذوع المهدومة التي ينام فيها الشعاع،
ومن العشبة، التي هي ظل أغصان السماء،
يأتي الرب، أكتعٌ بمائة يد،
أعمى بعيونٍ كثر،
شديد العذوبة، راسخ،
(غائبٌ تماماً، مليءٌ بالحب،
العجوز الأصم، دون أبناء،
يسكبُ قلبه في كأس معدته).

من العظام أيضاً،
من الملح الأكثر اكتمالاً من الدم،
من الحمض الأكثر وفاءً،
من الروح الأكثر عمقاً وصدقاً،
من الغذاء الأكثر حماساً،
من الكبد ومن البكاء،
يأتي موج البحر المتوتر،
عرق الأمل البارد،
ويأتي الرب ضاحكاً.

تمشي الكتب للنيران.
ينزاح الستار: يظهر البحر.

(لست كاتب البحر).

III
الذرة في يدي وقعت سبع مرات/ قبل أن يجدها جوعي، متُّ في سبع مرَّاتٍ ألفَ مرَّةٍ/ وأنا مبتسمٌ كما في اليوم الأول. لن يقول أحدٌ: لم أعرف الحياة/ أكثر من الثيران، ولا أقل من طيور الغولوندرينا. كنتَ دوماً الرجل، صديق القلب المخلص، ابن الرب النَّاسي/ شقيق الرِّيح. قلت: للضوضاء أيها الدموع! وبدأت بالبكاء/ كما أنهَّم بدأوا بالولادة. أنا حافٍ، أحب أن أدوس المياه والأحجار/ النساء والزمن، أحب أن أدوس العشب الذي ينمو على قبري (إن كان لدي قبر).

أحب غصني المورَّد الشمعي
في الحديقة التي يزورها الليل.
أحب أجدادي التوموستيين
وأحب أحذيتي الفارغة
وهم ينتظرونني كنهار الغد.
إلى ضوضاء الموت، قلت،
ظل الحلم،
فساد الملائكة،
وسلمت نفسي للموت
كحجر في النهر،
كطلقة في طيران الطيور.


IV
سنتحدث عن الأمير سرطان،
سيد الرئات، ذكر البروستات،
الذي يستمتع برمي السهام
على المبايض المقتضبة، على المهابل الذابلة،
على الإنجليزية الكثيرة.

عند أبي عقدة السرطان الأجمل
في جذر العنق، فوق الترقوة،
درنة من الرب الصالح،
قارورة الموت الحسن،
وأنا أرسل الجحيم إلى شموس العالم.
السيد سرطان، السيد أحمق،
هي فقط أداة في الأيدي المعتمة
من الأشخاص اللطيفين الذين يصنعون الحياة.

في أدراج الأرشيف الخشبية الأربع
أحفظ الأسماء الحبيبة،
ملابس الأشباح العائلية،
الكلمات التي تدور
في جلودي المتعاقبة.

هناك أيضاً وجوه بعض النساء
وعيون معشوقة وحيدة
وقبلة الحب العنيفة.
ومن الأدراج يخرج أبنائي.
تجد ظلَّ الشجرة
وهي تصل للأرض،
لأنها النور الذي يصل!







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ غدير أبو سنينة)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.