ضوءُ قمرٍ
دخلَ مِن النّافذةِ
وجدها عاريةً في السّريرِ
فلحسَ جسدَها كلَّهُ—
أَوْهِ أَوْهِ منكَ يا قمرُ آهِ يا قمرُ
سأكونُ خادمَ لسانكَ
كي أستطيعَ الذهابَ إلى النومِ
** **
تمارينُ رياضيّةٌ هوائيّةٌ
والنافذةُ مفتوحةٌ
تعكسُ ألواحُ الزجاجِ
الصدرَ العاريَ
الشّعرَ
والعضلاتِ
والأسنانَ التي كبياضِ الثّلجِ
فتبتسمينَ
توقّفي على هاتهِ الشّاكلةِ
إنْ لم تزفري في التوِّ
فسوفَ تُطلِعينَ أوراقًا وعصافيرَ
وتنهالُ المطرقةُ
الصغيرةُ عنيدةً
على قطعةِ النقودِ القديمةِ
بوجهكِ المنقوشِ عليها
** **
الحُبَّ— قالَ—
لقد ذبحتِ العزلةُ
العزلةَ الأعظمَ—
يلتقطُ حجرًا
لا يطوّحهُ إلى البحرِ
ولا يصوّبُ على طائرٍ
لا على الرّجلِ ولا على الغيمةِ
يكسرُ الجوزَ الأسودَ
ينظّفهُ ثمّ يأكلهُ
** **
أشكركِ— قالَ—
على كلِّ ما أعطيتُكِيهِ
على كلِّ الأشياءِ التي لم نتبادلها
على الذي يتهيّأُ
الثّراءِ السريِّ
الكبرياءِ الأشدِّ حزنًا
الصّمتِ الموسيقيِّ
بكلماتٍ لا تُقهَرُ
** **
وقتٌ طائشٌ
صفاءٌ
يا للرّوعةِ
حينَ تصعدينَ
فتسحقينَ بكلِّ خطوةٍ
خيبةً صغيرة
** **
الذي لم يكُن محتجبًا
أسبغَ معنىً
على العدمِ الممزّقِ أشتاتًا
وجوربيكِ المرميّينِ
على الأرضِ
جزافًا
صرختُ على الشرطيِّ
عبرَ النافذةِ
ولكنّهُ لم يسمعني
** **
لا شيءَ لديهِ
كي يعدَّهُ
فيعدُّ أصابعَهُ ثانيةً
صمتٌ بهيٌّ
كاملٌ
ليستِ الكلمةَ الأولى
كانتِ الثّانيةُ
هي الكلمةُ السّديدةُ
والصّوتُ الصّحيحُ
الذي يصعدُ مِن خبطِ الخشبِ
وطرقِ المسامير فيهِ
** **
وقفَ قُبالةَ
الشخصِ الأدنى إليهِ
ولكي يَمِيزَ نفسَهُ
لبسَ قبّعتهُ مرّةً أخرى
وغادرَ
كانَ يرتدي قفّازينِ
ولكنَّ
بصماتِ أصابعهِ
كانت متروكةً
على أكرةِ الباب
** **
شجاعٌ تعوّدنا أن نقولَ
كاملُ الأوصافِ
اختبأنا
خلفَ الأشجارِ
أحدنا يبولُ
والآخرُ مع جريدتهِ
ما زال الآخرُ يمضغُ الأوراقَ
والرّابعُ وحيدًا
خلفَ رقيبِ الشّمسِ الوحيدِ
والخامسُ
خَرَّ نائمًا على العشبِ
حتّى المساءِ
** **
هذا العدمُ— قالَ—
رديفُ
كلِّ شيءٍ—
كان قد لفَّ منشفةً
حولَ خصرهِ
— هل كانَ خارجًا من الحمّامِ؟
هل كانَ داخلًا إليهِ؟—
كانَ لديهِ شَعرٌ جميلٌ
وساقانِ مخطوطتانِ باليدِ
لم نصدّقهُ
** **
آهِ يا روميوسيني— قالوا—
رطّبوا
خبزَهُمُ النّاشفَ
تركضُ العصافيرُ وأوراقُ الشجرِ المبطوحِ
كانَ جورج يرشقُ الرّمحَ
فاشتدّتْ عضلاتُهُ
آهِ يا روميوسيني— قالوا—
رعتِ الخيولُ في السّهلِ
حصانٌ
لم يحرّك ساكنًا
نظرَ إلى التّمثالِ
فرفعَ التّمثالُ ذراعَهُ
كي يشيرَ إلى الجبلِ
لكزَ طائرٌ أُذني
والسّماءُ كانتْ مطمئنّة
** **
هذهِ الثّمارُ
تحفظُ شكلَ
الأيدي التي قطفَتها
وشكلَ تلكَ التي وضعَتها
في سلالٍ كبيرةٍ
وشكلَ تلكَ التي نقلَتها
إلى المدينةِ
وشكلَ تلكَ الأيدي التي عرضَتها
في طاسِ الفواكهِ الكريستاليِّ هذا
آهِ كم مِن الأيدي تلمسُ
كم مِن الأيدي تلمسُكِ
تفتحينَ النافذةَ
تلتمسينَ في الشّارعِ
برهانًا أقوى
على أيدي عابري السّبيلِ
وشفاهِهم
** **
مساءاتٌ فوّاحةٌ
سينماتٌ في الهواءِ الطّلقِ
صبيةٌ بقمصانٍ مفتوحةٍ
صخبُ فتحِ
زجاجةِ ليموناضة ثالثةٍ للمرّةِ الثانية
سماءٌ بلا حدودٍ
حياةٌ بلا حدودٍ
وآنَ يكسرونَ البندقَ
بأسنانهم
ها نحنُ هنا الآنَ
لا شيءَ يحدّنا
** **