ألا كانوا تدبّروا - قسطنطين كافافي | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

من أعلام الشعر اليوناني (1863-1933)


1213 | 0 |




صرتُ أشبه بالمسكين.
هذه المدينة الغاوية، أنطاكية
أهدرت لي أموالي كلّها:
هذه الغاوية بمعيشتها المُسرِفة.

لكنّي فتى، بتمام الصحّة.
فقيه باليونانيّة مذهل
(أعرف بل أفقه أرسطو، وأفلاطون؛
والخطباء والشعراء وكلَّ ما تتمنّاه).
لي دراية بشؤون العسكر،
ولي صداقات بقادة المرتزقة.
ولي قليل علم في الإداريّات.
في الإسكندريّة أقمت ستّة أشهر، العام الماضي؛
أعرف إلى حدّ شؤونهم (وهذا مفيد):
تطلّعاتِ كاكيرجاتيس، وأعمالَه الحقيرةَ، وغيرَها

من هنا أعرف أنّني بالمطلق
مناسب لخدمة هذا البلد
وطني الحبيبِ سوريا.

أيَّما عمل يَكِلون إليّ، سأجتهِدُ
كي أكون نافعاً للبلد. هذه نيّتي.
وإن يُعيقونني بأنظمتهم-
نعرفهم هؤلاء الأشاوس: أننطِق الآن؟
إن يُعيقونني، ما ذنبي أنا؟
سأتوجّه إلى زافينَ أوّلاً
وإلّم يقدّرني هذا الغبيّ،
سأذهب إلى خصمه، غريبوس
وإلّم يوظّفني هذا الأحمق أيضاً،
أذهبْ فوراً إلى إيركانوس.

لا شكَّ سيرغب فيّ أحد هؤلاء الثلاثة.

وإنّ ضميري مُرتاح
لقراري المتهوِّر.
ثلاثتهم يضرّون بسوريا سواءً.

لكن ما ذنبي أنا المعدوم.
أطلب أنا الفقير أن أتستّر
ألا كان الآلهة تدبّروا
وأوجدوا رجلاً رابعاً صالحاً
لكنت اصطففت معه بيسر.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ روني بو سابا)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.