العجوز - جيورجيوس سيفريس | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر يوناني حاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1963 (1900-1971)


1625 | 0 |




أسراب كثيرة مرّت والعديد من راكبي الخيل
الفقراء والأغنياء، جاء بعضهم من قرى قصيّة
قضوا الليل في أقنية على جوانب الطرق
وأوقدوا النار في وجوه الذئاب: هل ترى
الرماد؟ حلقات مسوّدة مندملة الجراح.
مليءٌ هو بالندوب، كالطريق.
وفي البئر الجافة العالية ألقوا
الكلاب المسعورة. لم يعد يملك عيوناً، ومليءٌ هو
بالندوب، وخفيف، والريح صرصرٌ؛
لم يعد يميّز شيئاً، لا يعرف شيئاً،
قِرابٌ فارغ لزيز حصاد على شجرة جوفاء.
لم يعد يملك عيوناً، حتى ولا في يديه، ويعرف
الفجر والغسق، يعرف النجوم،
ودمها لا يغذّيه، وهو
ليس بالميت، ليس له أصل، ولن يموت،
بل سينسونه ببساطة، إذ ليس له من أسلاف.
أظافر أصابعه المرهقة
ترسم الصلبان على الذكريات المضمحلّة
حين تعصف الرياح سواداً. وحين يهطل الثلج.

رأيت الجليد الأشيب حول الوجوه
رأيت الشفاه بليلة، الدموع متجمدة
في زاوية العين، رأيت خيط
الألم قريباً من الخياشيم، والكدَّ
في جذور اليد، رأيت الجسد يقترب من نهايته.
إنه ليس وحيداً، هذا الظلّ
اللصيق بعصا جافة لا تنثني
ولا هو ينحني كي يستلقي أرضاً، لا يستطيع:
فالنوم كفيل ببعثرة مفاصله
مثل دُمى في يد الأطفال.
يأمر مثل أغصان ميتة
تتقصّف عند حلول الليل، عندما الريح
تستفيق في الوهاد
يأمر ظلال الرجال
وليس الرجال في الظلّ
الذين لا يسمعون شيئاً سوى الأصوات الخفيضة
للأرض والبحر هناك، حيث تختلط هذه
بأصوات القدر. يقف منتصباً
على الضفة، بين أكداس العظام
بين أكوام الأوراق الصفراء:
قفص فارغ ينتظر
ساعة النار.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ صبحي حديدي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   

تقاطر الكثير من القطعان، والكثير من الفرسان
الفقراء والأغنياء – بعضهم جاء
من القرى البعيدة، أمضى
الليل في الخنادق، أشعل
النيران لطرد الذباب – ألا ترى
الرماد؟ ثمة جروح مستديرة وسوداء، التأَمت.
إنه مغطّى بالندوب، كالطريق.
وبعيداً في البئر الجافة، كانت تُطرح
الكلاب الكلبى. إنه بلا عينين، مغطّى
بالندوب، إنه بلا ثقل: الريح تعصف.
إنه لا يميز شيئاً، يعرف كل شيء،
غِمد زيز فارغ على شجرة جوفاء.
إنه بلا عينين، ولا حتى يدين، يعرف
الفجر والغسق، يعرف النجوم،
دمها لا يغذيه، إنه ليس حتى
ميتاً، لا ينتمي إلى جنس، لا يموت،
وهكذا سوف يُنتسى، بلا ذرّية.
أظفاره التعبى من اصابعه
ترسم صلباناً على ذكريات فاسدة،
فيما الريح المضطربة تعصف. يتساقط الثلج.
رأيت الجليد حول الوجوه.
رأيت الشفاه الرطبة، الدموع الجامدة
في أمواق العيون؛ رأيت غَضَنَ
الألم قرب الأنوف والجهد
في عروق اليد؛ رأيت الجسد يهتدي الى نهايته.
ذلك الظل ليس وحيداً. إنه مشدود
الى ذلك العود الذي لا يلتوي أبداً،
ولا يمكنه حتى أن ينخفض ليتمدد.
كان النعاس يوزع أجزاء هيكله
بين الأولاد أثناء اللعب.
يأمرهم كتلك الأغصان اليابسة
التي تتكسّر عندما يهبط الليل،
وتستيقظ الريح في الأودية،
يأمر ظلال البشر،
لا الانسان في ظلّه
الذي لا يسمع سوى أصوات الارض
والبحر الخافتة، هناك حيث يلتقيان
بصوت القدر. إنه يقف مستقيماً،
على الشاطئ، بين أكداس العظام،
بين أكوام الاوراق اليابسة،
كسلّة قصب فارغة تنتظر
ساعة الاحتراق.




(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ هنري فريد صعب)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ( 0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: