أرى الدهـر أقـبـل - ناصر الفراعنة | القصيدة.كوم

شاعرٌ سعوديٌّ (1976-) معروفٌ في الشعر النبطيّ. إلّأ أنّ قصيدتُه الفصيحة تثير الإنتباه.


12280 | 0 | 1 | 2




أرى الدهـر أقـبـل لــي ثــم أدبــرْ
فأصغـر مـن كـان بـالأمـس أكـبـرْ

فـلـيــس لـ(قـــــسِّ إيـــــادٍ) بـــــهِ
سمـيـعٌ ولـيـس لـ(سحـبـان) منـبـرْ

إذا السمـر سـمـر القـنـا لــم تـهـزُّ
بمثـل (أبـي كــرِبٍ) أو بـ(عنـتـرْ)

رنَـــت للعـبـيـدِ نــســاء الـمـلــوك
وأنـكـحُ فــأر الـسـرايـا غضـنـفـرْ

عـفــى الله عـــن أمَـــةٍ أنكـرتـنـي
وإنــي لخـيـر بـنـي نـجـد مشـجَـرْ

سـلـيــل ســبـــاعٍ طــويـــل ذراعٍ
كـمــيّ نـــزاعٍ وإبـلـيـس أعــــورْ

أيــــــا أمَــــــة الله لا تـعــجــلــي
قلَنْـسَـوَةُ الـمـجـد أنـقــى وأطـهــرْ

فـإن تنـكــرونـي لـمــا أسـبـغـوهُ
عليكـم ذوو الملـك فـي كـل معمَـرْ

فـنـحـنُ حـمـيـنـا حــمــى جــدّكــم
وقـد حُـمِـلَ الجـمـع منـكـم فـأدبـرْ

بـيــومٍ عـصـيـبٍ لأمـــرٍ مــريــبٍ
ووأد حبـيـبٍ بــهٍ العـمـرُ أقـصــرْ

وهــدم قـبــابٍ وقـصــف رقـــابٍ
وكشـف حجـابٍ كـيـومٍ بـ(خيـبـرْ)

وكــنــا لــكــم مـلــجــأً يُـحـتـمــى
بـهِ حيـن تُضـرَمُ حــربٌ وتسـعَـرْ

وكــم مـــن بـنــي أمّـنــا نحتـمـيـهِ
عـلى مـثـل جنح العـقـابـيـن أكــــدرْ

وإنـــا لـنـهــرعُ فــــي نـصـرهــم
إذا الـحـربُ هـلّـل يـومــاً وكـبّــرْ

ووالله مــــــا هـــرعـــوا مــــــرّةً
لنصـرتـنـا وبـنــو الــعــمّ أخــبــرْ

كـيــوم (السـبـيّـة) مـــن حـوضــهِ
شربـنـا وغـاديـة الـمـوت تـمـطـرْ

فـعـدنـا ومـعـنـا رؤوس الـمـلــوك
وعــادوا بـكــل جـمــانٍ و مـرمــرْ

وبـ(بــن عريـعـرَ) مــن (راجــحٍ)
حـسـامـاً سـقـتـه المـنـايـا بـأحـمـرْ

وَ جُــدنـــا بــأرواحــنــا دونـــهـــم
بيـوم (الرضيمـة) والـحـق أظـهـرْ

بـنــي أمّـنــا مــــا ذخــرتــم لــنــا
سوى السوء والسوء بالسوء أجدرْ

بـنــي أمّــنــا مــــا فـعـلـتـم بــنــا؟
أغرّكـم الحـكـم؟ والحـكـم أعـسـرْ

فــــإن تــزرعــوا فـتــنــةً بـيـنـنــا
خسرتم,وفـي جمعنـا الـذلّ سيطـرْ

ولـسـتــم بــأرفــع مــنــا عــمــاداً
وأورى زنـــاداً وأكـــرم مـعـشــرْ

سقى الله من وردة الكهـفِ معشـرْ
وللحـكـم سـيــفٌ وللـمـجـد دفـتــرْ

ألا أيـهـا المُرتـضـى كـيــف لـــي
بـهـا وهــي بـيـن نكـيـرٍ ومـنـكـرْ؟

أشـــابــــت ذؤابــتــنـــا أمــــهــــا
فشـالـت نعامـتـنـا يـــوم (قـرقــرْ)

وكــنـــا نـشــابــهُ فـــــي قـربــنــا
مـن الجسـمِ بنصـر كـفٍّ وخنصـرْ

فــيـــا ويـلــتــاهُ ويـــــا ســؤأتـــاهُ
أتصبـحُ وردة) بعـدي لـ(لأشـتـرْ)

ويـــا ويـلــتــاهُ ويـــــا ســؤأتـــاهُ
وكنـت أرى الدهـر مسكـاً وعنـبـرْ

ويـــا ويـلــتــاهُ ويـــــا ســؤأتـــاهُ
أشـارك سالـمَ فـي (ورد) جُـحـدرْ

ويـــا ويـلــتــاهُ ويـــــا ســؤأتـــاهُ
أرى عـزم (وردة) بـعـدي تقهـقـرْ

ويـــا ويـلــتــاهُ ويـــــا ســؤأتـــاهُ
أزبّـاء تحكـمُ فـي عـرش (تـدمـرْ)

ويـــا ويـلــتــاهُ ويـــــا ســؤأتـــاهُ
وللضـرب سيـفٌ وللطعـن خنجـرْ

أراقــوا كـرامـة مـــن لـــم يـــرِقْ
كرامـتـهُ جـنـد كـسـرى وقـيـصـرْ

فــيـــا ويـلــتــاهُ ويـــــا ســؤأتـــاهُ
لــذي مــرّةٍ كـسـرهُ لـيـس يـجـبـرْ

ولــــو أنّ (وردة) قــــد سـانـدتــهُ
علـى أمّهـا كـان فـي خيـر مظهـرْ

ولـكــنّ (وردة) ظــبــيٍ خــجــولٌ
وكــم خـجـلٌ فـيـه تشـويـه منـظـرْ

وقــــد كــنــت أقــســم لا أنـثـنــي
جميعـاً ومـن أنــذر الـقـومَ أعــذرْ

بسـيـفٍ وسـيــمٍ كـوجــهِ الـهــلال
ورمــحٍ كأشـطـان بـئـرٍ بـ(بنـجـرْ)

وجــــاهٍ بــــهِ مــــن بــنـــي دارمٍ
وفرسان قيس بـن عيـلان محضـرْ

ومــــن كــنــدةٍ وبــنــي حِـمْــيَــرٍ
إذا أورد الـبـيـن أمـــراً وأصـــدرْ

ومــــن بــكــر وائــــل شـيـبـانـهـا
وأشـراف مكـةَ فـي ألــف دوســرْ

ومــــــن عـــامـــرٍ وسـبـيـعـيّـهــا
وحوشاً من الوحش أسطى وأزئرْ

وأنــــفُ بـجـيـلـةَ مـــــع تـغــلــبٍ
وأهــل اليمـامـة والـشــأن أعـفــرْ

ومــــن ســبــأ هــمَــدَان جـمــيــع
ومـن أزدِهـا كـل أعمـى ومبـصـرْ

وكـــــل قـضــاعــةَ والـعـالـمـيــن
فلله قــــدّرَ بــــل كــيــف قـــــدّرْ

ولــكــن رمــحــاً رمــتــهُ أمّــهــا
علـي أصـاب مــن الظـهـر أبـهـرْ

سقـى (الأخْيَلِيّـةَ ليـلـى) السـحـاب
علـى مــا تغنّـتـهُ بـ(بــن الحمـيّـرْ)

وقـــد كـــان تـوبــةُ فـــي قـومـهـا
صعيلـيـك قـــومٍ بـــدرعٍ ومـغـفـرْ

وعـنـد(مــعــاويــةٍ) فــــاخــــرت
بـ(تـوبــةَ) كـــل كـبـيــرٍ وأكــبــرْ

وقــد كــان (تـوبــة) مـــن أهـلـهـا
بـعـيـداً قـريـبـاً فــكــان الـمـظـفّـرْ

أيـا (وردة الكـهـف) مـهـلاً فُـدِيْـتِ
بــكــل عـظـيــمٍ وغَــمْــرٍ تـنــمّــرْ

وكـيــفَ سـبـيـتِ فـــؤاداّ جــمــاداً
وقد كان غيركِ يـا (وردُ) أشطـرْ؟

ألا ليـت لـي فــي طُـوَيْـقٍ طـريـق
إلـيـكِ ولــي بـيــن ثنـتـيـن مـعـبـرْ

فـزعـتُ إلــى حـبّـك المصـطـفـى
أسـوق المـطـيّ وأجــري وأعـثـرْ

فـعـدتُ كـمـن عــاد مِـــن غـربــةٍ
إلــى أهـلــهِ بـعــد عـقــدٍ وأكـثــرْ

وقـــد نـــزعَ الـبـيـن مـــن بيـنـهـم
نزاعـاً فـطـارَ غـرابٌ وصـرصـرْ

فلـم يـلـقَ فــي الـربـع مــن أهـلـهِ
جديداً ولا من دُمى الرسمِ أخضـرْ

ســوى الــدود يـأكـلُ مـــن أهـلــهِ
بقايـاً بهـا عسكـرُ الـمـوتِ دسـكـرْ

لـقـد صابـهـم مـــن بـنــي عـمـهـمْ
مـصـابٌ فأبيـضـهُ الـيــوم أسـمــرْ

فـأصـبـحَ تـسـمـعُ فــــي صــــدرهِ
نــواحَ حـمـامٍ عـلـى ســور بـنـدرْ








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.