شاعرٌ عراقيٌّ (1930-2015) حمل الشعر على كتفيْه. وزلزلَ القصيدةَ العموديّةَ زلزالَها.
912 |
0 |
0 |
3
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "ويا بني عمّنا" لـ "عبد الرزاق عبد الواحد"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "ويا بني عمّنا" لـ "عبد الرزاق عبد الواحد"
ويا بني عمّنا 0
مشاركة القصيدة
" ويا بني عمّنا "
شعر : عبدالرزاق عبدالواحد
الآن لا الغيظُ يحدوني، ولا الغضبُ
ولا التحدّي.. وهل عندي له حطبُ؟!
قد كان لي قبلها برقٌ وهاطلةٌ
وكان رعدٌ، ولكن تاهت السحبُ
فجفَّ ما جفَّ.. لا ضرعٌ، ولا حلبٌ
وشاخ ما شاخَ لا سعفٌ ولا كربُ
وها أنا محضُ صوتٍ.. محضُ ذاكرةٍ
أتتْ تساءل: هل في حيِّكم عربُ؟!
الآن أسأل هل ظلت لنا ذممٌ
في هذه الأرض.. أم راحت ومن ذهبوا؟
وهل لأيِّ أخٍ في بيت إخوته
ذكرٌ؟.. أما زالت الأرحام والنسبُ
أم أن كلَّ سواقينا قد اختلطت
فثَمَّ أمٌ، ولكن ليسَ ثمَّ أبُ؟!
الآن لا الغيظُ يحدوني، ولا الغضبُ
ولست.. أعتبُ ماذا ينفع العتبُ؟
وفيم أعتبُ؟.. من منهم سيسمعني
وسوحهم ملؤها الأشعارُ والخطبُ؟
تزهو منابرهم.. أمّا بيوتهم
فكل بيتٍ على أصحابه خربُ!
ولست أدري، وقد تاه الدليل بهم
ميعاده النصر أم ميعاده حلبُ!
أم أننا كلنا ميعادُ أنفسنا
كلٌّ على قدرِ أهل العزم يقتربُ!
"لو كنت من مازنٍ لم تستبح وطني
بنو اللقيطة".. لكن عترتي قصبُ
يُجَرِّحون يدي من يستجير بهم
لفرط ما رضرضتهم تحتها النوبُ!
بالأمس جئت وللرمثا بيارقها
وما يزال لديها واثبٌ يثبُ
وما يزال لكل العرب ساعتها
دمٌ به حين يدعو الله تختضبُ
واليوم أٌقْدِمُ للرمثا مواربةً
يكاد يثني خطاي الشك والريبُ
أنا أنا؟؟.. والثرى ما زال يعرفني
هنا؟.. أم اختلفت ما بيننا التربُ؟
من قبل عامين جئت الزهو يملأني
وعفت جرحي في بغداد يلتهبُ
كانت بلادي على أوجاعها سبباً
للكبرياء.. ولي في أرضكم سببُ
فلا تقولوا احتسبْ.. عمري بأجمعه
رهنته في ثراكم.. كيف أحتسبُ؟!
ولا تقولوا اجتنبْ.. خمسون موجعة
قطعتهن، فكيف الآن أجتنبُ؟!
ولا تضيؤوا لأقدامي مواضعها
إن كان من تحتهن الخوف والهربُ
خَطَّ العراقُ مقاديري، فصرت به
يعتادني الغيظُ لا يعتادني الرهبُ!
ويا بني عمِّنا، تبقى تعاتبني
مروءةُ الدم فيكم حين نغتربُ
إذا لكم أنتمُ لم ننتسب فلمن
أبناءَ عمي بهذا الليل ننتسبُ؟!
وتعلمون بأن الأرض موحشةٌ
وأن معظمَ أهل الأرض قد ذئبوا
إن أنكرتنا غواشيكم، وأنكركم
عذابنا.. فإلى من سوف ننقلبُ؟!
ومن سيدركُ من في ليل محنته
أبناء عمِّي إذا أولادنا ندبوا
فأبصروا أهلهم كلاً بمجمرة
وكل نارٍ لها أعمامها حطبُ؟!
الآن لا الغيظ يحدوني، ولا الغضبُ
ولا التحدّي، ولكن.. مشفقٌ حدبُ
أكاد أبصرُ هذا الدرب.. آخره
مفازة، تغرق السيقان والركبُ
فيها، وتغلو، فتستعصي منافذها
صمّاء لا صُعَّدٌ فيها، ولا صببُ
إذ ذاك تسلم للغيلان سالكها
فيؤكلون.. فلا نبعٌ، ولا غربُ
ولا يظلُّ لساعٍ منهم أثرٌ
ولا لطائرهم ريشٌ، ولا زغبُ
وعندها يبلغ الطوفان ذروته
فيغرق الكل.. لا رأسٌ، ولا ذنبُ!
ها أول الدرب هذا.. بل وأوسطه
فقد قطعنا به شوطاً كما رغبوا
حيناً تُقَرِّبُنا النعمى فنقتربُ
ويسحبُ القهر أحيانا، فننسحبُ
دفعاً، وجرّاً، وإرهاباً، وترضيةً
حتى وصلنا لهذا أيها العربُ!
وقد تعبتم، فلولا قال قائلكم
توقفوا ريثما يستروح التعبُ
ثم انظروا حولكم، واستنطقوا دمكم
وما يزال بكل الأرض ينسربُ
هل اطمأنت به أعراقه.. وهلِ
القلوب آمنةٌ في صدرها تجبُ؟
أم كل صدرٍ عليه منهم قفصٌ
وكلُّ عينٍ عليها منهم هدبُ؟!
وها هم الآن.. في أولى الخطى معهم
تساقطت عنهم الأستار والحجبُ
إذا الوجوه التي كانت تضاحكنا
جماجمٌ في كواها هولةٌ عجبُ!
ففيم تستعجلون الموت مسرعة
أبناء عمي خطاكم نحوهم تثبُ؟
أهو انتحارٌ لفرط اليأس يا وطني؟
إذن نموت كراماً مثلما يجبُ
فرُبَّ موتٍ سريعٍ مورثٌ شرفاً
ورُبَّ موتٍ بطيء ٍكلُّهُ وصبُ!
يا أمَّةَ المائتي مليون مرتعبٍ
طوباكِ إمّا تواصت كيف ترتعبُ!
كأنما خططت للخوف مغرمة
بخوفها، فلها في زرعه أربُ!
بلى، وإلا لماذا كلما نبتت
في أرضها شوكةٌ للعز تحتطبُ؟!
وما لها مفردات الخوفٍ سافرةٌ
فيها وكل حروف الرفض تحتجبُ؟!
وفيم، وهي صبورٌ، كلما اندملت
جراحها، نكأتها وهي تنتحبُ؟!
يا أيها العرب المستأصلات بهم
شأفاتهم حدَّ لا عرق، ولا عصبُ
أفُرقةٌ، واقتتالٌ، وانهدارُ دمٍ،
فأي إثم لديكم ليس يرتكبُ؟!
إني لأسأل هل ما نابكم عرضٌ؟؟
أم كل كارثةٍ أنتم لها سببُ؟!
سمّوا دماً واحداً فيكم مساكبه
على سكاكين غير العرب تنسكبُ!
لقد ذبحتم طوال الدهر أنفسكم
فأدركوهنّ يوماً أيها العربُ..!
الآراء (0)
الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.