أوأنتم من ستفهمون لماذا؟ - فلاديمير ماياكوفسكي | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر وكاتب درامي وممثل ومفكر ورسام كاريكاتور وكاتب سيناريو روسي، انتحر بعمر ال36 بالرصاص، يعد من الأسماء الفاصلة بين قرنين، واسماً مؤثراً في النزاع بين الفن العجوز والحديث (1893-1930)


871 | 0 |



أو أنتم
من ستفهمون لماذا
ساكناً
في عين عاصفةٍ من التهكُّمِ،
أقدّمُ روحي على طبقٍ
في حفل عشاء السنين المقبلة؟
دمعة غير مجديةٍ سائلة
على خدِّ الساحات الخشن
ربما كنت أنا الشاعر الأخير.
هل رأيتم
كيف يتأرجحُ
الوجه المحزّزُ بالضجر المشنوق
بين ممرات قرميدية،
فيما على أعناق الأنهار المتدفقة
تطبقُ أذرعها الجسور الحجرية؟
السماء تبكي
بصخبٍ،
دونما خجل،
وفي زاوية فم الغيمة الصغيرة
تكشيرة متجعدة،
كامرأةٍ تنتظر طفلاً
رماها الله بأبله أعرج.
بأصابعها المتورمة المكسوّة بشعر أصهب، أنهكتكم الشمسُ بالمداعبات، مزعجة كدبور.
أرواحكم مستعبدةٌ بالقُبل.
أنا، المقدامُ،
أحملُ للقرون، حقدي على أشعة النهار؛
روحي مشدودة كعصبٍ من نحاس،
أنا إمبراطور المصابيح.
تعالوا إليَّ، يا من مزقتمُ الصمتَ،
يا من تصرخون،
وأعناقكم مشدودة بربطات مشانق الظهيرة.
كلماتي،
البسيطةٌ مثل زئيرٍ
ستكشفُ لكم أرواحاً جديدةً،
طنّانةً
مثل قوسٍ كهربائي.
يكفي أن تمسَّ أصابعي رؤوسكم،
حتى تنبتَ لكم شفاه
مخلوقةٌ للقُبل الكبرى
ولسان تفهمه كل الشعوب.
أمّا أنا، بروحي العرجاء،
سأمضي إلى عرشي.
تحت القباب البالية. المثقّبة بالنجوم.
سأتمدّدُ،
مضيئاً،
متدثراً بالكسل
على فراشٍ طريٍّ من روث حقيقيٍّ،
وبفرط العذوبة،
إذ أقبّلُ عوارض سكة الحديد الخشبية،
تعانق رقبتي عجلةُ قطار.




(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ أسامة أسعد)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.