إلزا أمام المرآة - لويس أراغون | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

من أعلام الشعر الفرنسي المعاصر، له قصيدة عيون إلزا (1897-1982). تم ترشيحه لجائزة نوبل للآداب 21 مرة في الفترة ما بين (1972-1959)


1526 | 0 |




كان ذلك في أوج مأساتنا
وخلال يومٍ طويل، جالسةً أمامَ مرآتها
كانت تُمَشِّطُ شَعرها الذهبيَّ..
وكان يُخيّلُ لي أنني أرى يديها الصبورتين تُهَدِّئان حريقاً.
كان ذلك في أوجِ مأساتنا

وخلال يومٍ طويل، جالسةً أمامَ مرآتها
كانت تُمَشِّطُ شَعرها الذهبيَّ، وكنتُ سأقول:
كانّ ذلك في أوج مأساتنا
كانت تعزفُ لحنَ قيثارٍ دون أن تُصَدِّقَها
خلال كلِّ ذلك اليوم الطويل، جالسةً أمامَ مرآتها.

كانت تُمَشِّطُ شَعرها الذهبيَّ، وكنتُ سأقول:
إنها كانت تُعَذِّبُ باستمتاعٍ ذاكرتها
خلال كلِّ ذلك اليوم الطويل، جالسةً أمامَ مرآتها.
لإحياء زهور الحريق التي لا نهايةَ لها
دونَ أن تقولَ ما كانت ستقوله امرأةٌ أخرى في مكانها.

كانت تُعَذِّبُ باستمتاعٍ ذاكرتها،
كان ذلك في أوجِ مأساتنا.
كان العالمُ يشبهُ هذه المرآة الملعونة.
كان المشطُ يتقاسمُ نيرانَ هذا النسيج،
وكانت هذه النيران تضيءُ زوايا ذاكرتي.

كان ذلك في أوج مأساتنا
مثلما في الأسبوع يجلسُ الخميس.

وخلال يومٍ طويلٍ، جالسةً أمامَ ذاكرتها
كانت تشاهد بعيداً في مرآتها..

موتَ الممثِّلين – واحداً تلوَ الآخر – في مأساتنا
وكانوا أفضلَ من في هذا العالم الملعون.

وأنتم تعرفون أسماءهم دون أن أقولها،
وما يعنيه لهيبُ الليالي الطويلة.

وشَعرها الذهبيّ، حينما تأتي لتجلس
ودون أن تقولَ شيئاً، تُمَشِّطُ انعكاس الحريق.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ حنين عمر)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.